يعيش المصرى بين قوسين (المصرى)، كلاهما يطلق عليه السهام «لجنة السياسات» و«مكتب الإرشاد» والله خير حافظاً فهل نحن فى عصر «النهضة» أم فى فيلم «العار» ليقال إن بعضهم حرامية وتجار مخدرات أمَّال حضرتك فاكر إن ارتفاع مستوى المعيشة الذى تنعم به والطرق والكبارى والمستشفيات والمدارس كل ده من محل «العطارة».. والملّاحة والملّاحة وحبيبتى زى الطُّرّاحة.. فرغم أن الفساد من أمراض المناطق «الحارة» فإنه فى بلادنا يتوطن فى المكاتب «المكيفة»، لذلك تبنى مصر «الكوبرى» لكنها تدخل «النفق» فالهدهد صديق الفلاح، و«التوك توك» صديق العامل، لكن المجلس صديق الحكومة، وأحد أهم أسباب انتشار الفساد فى مصر أن الأجهزة الرقابية تابعة للوزير أو لرئيس الوزارة أو لرئيس الجمهورية، فالأجهزة تراقب وتسجل وتصور ثم تقول للمسؤول عنها (إحنا صورنا لو حضرتك تحب نذيع هنذيع ولو حضرتك ما تحبش نذيع مش هنذيع)، فيتوقف الأمر على عين الحاسد وخفة دم الفاسد.. وبسبب هذه الكاميرا الخفية ينتشر الحرامية، وحاول حضرتك ترجع للوراء - من غير ما تخبط فى عربيتى- وراجع الأفلام المحفوظة فى «العلب» دون نشر، والبذور الموضوعة فى «العنب» دون حشر.. إإذ يقال إن «التيحى» عندما أوقف التوريد عن طريق البريد غضبوا عليه وراقبوا مواسير الصرف الصحى الخاصة به فعثروا على «بذرة عنب» تعرف عليها فكهانى من حلوان وشهد أمام المحكمة أنه باعها للتيحى للإضرار بالاقتصاد القومى فمنعوا التيحى من السفر بأن جعلوه كلما توجه لشباك الحجز «البنت» تقول له (مفيش تذاكر)، وأمروه بأن يأكل «مسلوق» حتى لا يؤثر على سير التحقيق، ثم نصحه المحامى بالاعتذار وإعادة التوريد، فثبت أنها ليست بذرة عنب، وأن فكهانى حلوان مختل عقلياً.. المطلوب هو استقلال وليس استغلال الأجهزة الرقابية، فالملح من مكونات الطعام وحسن حسنى من مكونات الأفلام، والرقابة من ضرورات الحياة، ومصر هى بلد الديمقراطية والحرية والثلاجة أم بابين باب للشعب وباب للشورى، فهى دولة ساحلية منفتحة وليست دولة داخلية وفوقها بلوفر، وتستحق ما هو افضل.. وأفضل كده يا حبيبى استنى الليالى الجاية.. فمن غرائب الطبيعة والتفرقة فى المعاملة أن مرض «الصدأ الأسود» يصيب «القمح» ولا يصيب «الحديد».. حكومة فيها «هلال» و«شهاب» من الطبيعى أن تعلن على الشعب «حرب النجوم».
السبت، 7 نوفمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق